صوم نينوى

بقلم مثلث الرحمات مار اغناطيوس زكا الاول عيواص

هل تعلم
 ان صوم نينوى كان قديما مدته ستة ايام وكان يفرض في ايام الشدة والمحن فقط، ثم اصبح ثلاثة ايام تصام سنويا

يقول مثلث الرحمات مار اغناطيوس زكا الاول عيواص عن هذا الامر (*)

اقتداء بأهل نينوى في توبتهم النصوح، وصومهم الحقيقي المقبول، وصلاتهم الطاهرة، الأمور التي استنزلت عليهم مراحم الرب فعفا عنهم، وتغمد ذنوبهم فقد فرضت الكنيسة على المؤمنين صوماً يعتبر من الأصوام المحببة إلى نفوسهم ويدعى صوم نينوى أو (الباعوثة) وهذه كلمة سريانية تعني الطلبة والتضرّع. ويبدأ صوم نينوى عندنا يوم الاثنين من الأسبوع الثالث السابق للصوم الأربعيني، وهو اليوم ثلاثة أيام، نصومها إما انقطاعاً عن الطعام والشراب من فجر الاثنين وحتى مساء الأربعاء أو نتناول طعاماً صيامياً وجبة واحدة في اليوم مساءً أو وجبتين ظهراً ومساءً

وهذا الصوم قديم جداً في الكنيسة السريانية يستدل على ذلك من ميامر مار أفرام السرياني (ت 373) في وصفه. وكان في بادئ الأمر ستة أيام وكان يفرض على المؤمنين في وقت الشدة فقط ثم أصبح ثلاثة أيام تصام سنوياً. ذلك أنه في القرن السادس أصاب الناس في بلاد فارس والعراق وخاصة منطقة نينوى مرض وبيل يسمى (الشرعوط) وهذه لفظة سريانية معناها الطاعون أو الوباء، وعلامته ظهور ثلاث نقط سوداء في كف الإنسان حالما ينظر إليها يموت. فخلت مدن وقرى كثيرة من الناس، واكترى كسرى أنوشروان رجالاً لدفن الموتى. ففرض رعاة الكنائس في المشرق على المؤمنين صوماً لمدة ثلاثة أيام ونادوا باعتكاف، وتوبة نصوح نسجاً على منوال أهل نينوى وسمي صوم نينوى لأن المؤمنين الذين صاموه أولاً كانوا يقطنون في أطراف نينوى

ويذكر علامتنا مار ديونيسيوس ابن الصليبي (ت 1171) في كتابه أوروعوثو (المجادلات) أن واضع صوم نينوى هو القديس مار ماروثا مفريان تكريت (ت 649) وانتشر في الكنيسة السريانية شرقاً وغرباً. وقد أخذته الكنيسة القبطية عنها على عهد الأنبا أبرام بن زرعة السرياني الثاني والستين من عدد باباوات الاسكندرية الذي جلس على كرسي الاسكندرية سنة 968م كما اقتبسته الكنيسة الأرمنية وغيرها
===================================
 لمحات من تاريخ النبي يونان وصوم نينوى ـ بقلم مثلث الرحمات مار اغناطيوس زكا الاول عيواص

الكنيسة المسيحية الالكترونية